#قصتي_مع_العمل_الحر

لا تنخدعوا بالصّورة…. فلست أجني من العمل الحرّ ما يبعثني في إجازات مطوّلة على شواطئ جزر المالديف ولا صرت أمتلك سلسلة فنادق بالإمارات كما أنّني في حياتي بطولها لم أركب سيّارة ليموزين. فلم العمل الحرّ؟ ما بال تلك الفتاة والتصاقها بشاشة الحاسوب؟ سأحكي لكم في هذا المقام باختصار رحلتي في عالم العمل الحرّ والأسباب التّي أتمسّك من أجلها بما أفعله.

1. لماذا العمل الحرّ؟

شاهدت فيلما يروي قصّة خياليّة لشاب يحاول بدون جدوى الانتساب إلى مجموعة من الجامعات الأمريكيّة بعد تخرّجه من الثّانوية، وبعد أن باءت محاولاته بالفشل قرّر أن يُنشأ جامعته الخاصّة وينتسب إليها. العمل الحرّ لا يختلف كثيرا عن هذه القصّة فهو بصحيح العبارة: صناعة الوظيفة، فأنت تعرض خدماتك ومواهبك كسلعة وتسوّق لها عن طريق سُمعتك الجيّدة بين العملاء وفي تعليقات مُسْتَخْدِمِيك. في الشّبكة العنكبوتيّة منصّات كثيرة للعمل الحّر ومن أشهرها منصّة مستقل. لنكن صريحين … ما هي فُرَصُ حصول الشّباب في وقتنا الرّاهن على وظيفة حكومية؟ سيفنى عمرٌ بسبب الرّكض وراء المسابقات قبل أن تفهم أنّ هذا النّوع من العمل يحتاج الى خبرة تنالها إمّا بواسطة برامج ما قبل التّوظيف مثل البطاقة الزّرقاء ولاداس والتّي رغم ذلك لا تضمن توظيفك المباشر بعد انتهاء عقد العمل كما أنّ مدخولها ضئيل. أمّا العمل في الوظيف الخاص فحدّث ولا حرج، عليك بَذْلُ ضعف الجهد لتنال إعجاب صاحب العمل فقد تعمل بدوام كامل كأنّك تعمل بدوامين وهيهات هيهات لك أن تتذمّر أو تشير بزيادة في الأجر. صحيح أنّه لا عيب في طلب لقمة العيش، لكنّني جرّبت حظّي فيها ولم أقنع بالمتوفّر للمرأة.أمّا السّعي وراء المنح الدّراسيّة فمشوار طويل لا يسعنا أن نتحدث عنه في مقامنا هذا ولعلّ مقالة أيّهما يستحق الثّقة به .. المنح الدّراسيّة أم العمل الحرّ؟ جديرة بالقراءة لشرح وجهة نظري .

2.جني الأرباح من الشّبكة العنكبوتيّة

استهوتني عناوين كثيرة للرّبح من الشّبكة العنكبوتيّة لكنّني كنت أكتشف في كل مرّة محاذيرا لا بدّ وأن أتجنّبها فيها، فهذا كازينو للقمار وذلك موقع مخادع يدعوك للنّقر على الإعلانات ليوهم الشّركات أنّه يسوّق لمواقعهم بطريقة فعاّلة، ناهيك عن مواقع الاستبيانات والتّي إن لم تكن نصّابة فهي غالبا لا تتعامل مع بلدك، ولا أنسى اختصار الرّوابط الذّي لا أدري محتوى الإعلانات التّي يروّج لها. رغم هذا الذّي سبق فأنا لا أعتبر الوقت الذي أمضيته في اكتشاف هذه المواقع مضيعة للوقت فقد أكسبني خبرة توجهني لميادين أخرى محترمة وفعّالة وكل ما بقي لي هو اختيار المجال الأمثل للعمل فيه.

3. أول نكسة محتسبة

ألوم نفسي كثيرا لأنّني تخلّيت سريعا عن أكثر المشاريع ربحا في عالم الإنترنت الجزائري، كانت فكرتي بسيطة في وقتها لكنّها تتطلب مجهودا لتنجح وكانت عبارة عن منتدى للنّساء يهتم بشؤونهنّ ويرصد تعليقاتهنّ. بعد مدة ليست بالكبيرة، برزت في الشّبكة العنكبوتيّة صفحة على أحد مواقع التّواصل الاجتماعي بنفس الفكرة وطوّرتها أكثر من ذلك لتختم مشروعها بموقع شبيه لما كنت أطمح إليه. لقد تعلّمت من تجربتي هذه أن لا أتخلّى عن أفكاري وقد كان هذا درسا أيّما درس… صعب جدّا أن تنظر لإنجاز شخص آخر وتتحسّر عليه لأنّه كان بإمكانك أن تكون مكانه …. ومن هنا نصيحتي الذّهبية اذهب بعيدا بفكرتك و لا تفقد الأمل.

4. استثمر مواهبك

كان يوما رمضانيّا على ما أذكر، كنت أتجوّل في متاهات منتدى عربيّ وإذا بي بإعلان لأحد المنتسبين يبحث عن مدوّنين اثنين يكتبان في ميادين شتّى. ماذا لديّ لأخسره؟ كتبت مقالة تجريبيّة ورغم أنّ الكاتب لم يستعملها في حينها إلا أنّ اعجابه بها حثّه ليدفع لي مقابلها. لقد كنت سعيدة جدّا بالعمل معه، في بادئ الأمر كنت أدوّن عن الأخبار لكن ما لبث أن غيّر صاحب العمل رأيه وراح بي لمجال المرأة الزّاخر. لا أذكر معدّل كتابتي في تلك المدونتين لكنّني كنت أكتب على مهل فصاحب العمل كان مصرّا أن تكون المقالات حصريّة بعيدة عن القصّ واللّصق وأن تكون اللّغة سليمة. كنت أحصل على ما يقرب الدّولار الواحد عن كل مقالة أكتبها وبعد مدّة زاد المبلغ إلى حوالي دولار و نصف. قد تعتقدون أن المبلغ صغير لكنّه كان ضخما بالنسبة لي فهذا المبلغ كنت أكتسبه بنفسي … أكتب بنفسي …أنال الإعجاب والتقدير لنفسي …وحتما أصرف على نفسي !!! لقد أكسبتني هذه التجربة ثقة بنفسي ورضى داخلي ناهيك عن المصروف الصّيفي الذي سبق عودتي للجامعة. كما تعلّمت من خلال هذه التّجربة أنّ الكيف أهمّ من الكمّ وجودة العمل هي ما يحدّد سعر أجرتي.

5.الكتابة على مستقل

غبت عن ساحة التّدوين لسنتين وها أنذا أعود وكلّي شوق لما سيقدّمه لي عالم العمل الحر. عدت وكلّي أمل أن أكون أكثر احترافيّة فقرّرت الالتحاق بمستقل. سمحت لي تجاربي السّابقة بتكوين فكرة مهمّة ألا وهي أنّه من الضروري جداً اختيار المشاريع بعناية، وكذلك هو الأمر بالنسبة لأصحاب المشاريع، فالانطباع الأوّل مهم جدّا كما أنّ النّتيجة الإيجابية من أوّل محاولة يعزّز ثقتي بنفسي حيث رمت بي أمواج التّجربة هذه المرّة لمجال التّرجمة، لكنّ هذه الفكرة لم تأت من عدم بل هي وليدة مجموعة خبرات اكتسبتها عبر الدّراسة في الجامعة حين كنت أجد نفسي مرارا أمام مقالات باللغة الإنجليزية. تعلّمت في هذه المرحلة أنّه لا ضير في خوض غمار مجالات جديدة حين تكون هذه المغامرة محسوبة بدقّة فأنا على دراية بإمكانيّاتي وفي المقابل جاهلة بمنصّات العمل الحر. لا أقول أنّني ضليعة في هذه اللّغة الأجنبيّة بمقدار تمكّني من لغتي الأم لكنّ الاجتهاد كان سيّد الموقف. تعلمت الكثير من خلال تجربتي في العمل على هذه المنصة وأحب مشاركتكم مجموعة من النّصائح إن كنتم راغبين بالانضمام والعمل على هذه المنّصة ليتم توظيفكم بمشاريع مستقل

* التّمتع بالمصداقية نقطة حسّاسة فلا تظهر نفسك أكبر من حجمك الحقيقي ولا تتقدم بعروض لأعمال لا تمتلك مؤهلات كافية لإنجازها * عند تسجيلك بمنصة “مستقل” يُطلب منك إضافة المهارات فحاول إضافة أهم إنجازاتك بمعرض الأعمال * تقيّد بشروط العمل قدّم كل الطاقة اللّازمة للعمل * أن تكون غرّا في مجال ما لا يعني بالضرورة أنك لست الأفضل بين منافسيك. أغلب العملاء لا يبحث عن عمل خارق للعادة ولكن عن عمل جيد كفاية لذا لا تخف من سذاجتك * تقبل النقد فهو في الغالب سيساعدك لتقدم الأفضل في المرة القادمة وإن كان لك متسع من الوقت لا تستعجل نفسك. الجودة قبل كل شئ.

هذه كانت باختصار #قصتي_مع_العمل_الحر